لكل جيل من الأجيال سماته وخصائصه التي فرضتها عليه البيئة التي عاش فيها والظروف التي عاصرها وطبيعة المقومات المتوفرة التي وجهت سلوكه وشكّلت طبائعه ، وحديثي هُنا سيكون عن الجيل الحالي ، جيل الإنترنت والكابتشينو واللاتيه ، فالقهوة والإنترنت بالنسبة لهذا الجيل هُما متطلبان أساسيان ومتلازمان لضبط مزاجه اليومي والترفيه عن نفسه ، وبما أن هذا الجيل يتفرّد بمقومات وبسماتٍ تختلف عن الأجيال السابقة ، فدعونا نستعرض بعضاً منها فيما يلي :-
١- سهولة الحصول على المعرفة والمعلومة ، وهي من المقومات التي لم تحظى بها الأجيال السابقة مثل ما حظي بها هذا الجيل ، معلومات ومعارف تصلهم صباح مساء كالسيل المتواصل ، ولكن للأسف لم يوظف البعض ما تقع عليه عينه من معلومة مفيدة لتكوين مخزون معرفي عن دينه يرفع به إيمانه ويُحصّن ثوابت دينه ويُرسّخ قيمه ، ولم يُسخرها في تطوير ذاته ورفع خبراته ومهاراته التي تخص شؤون حياته .
٢- لدى بعض الشباب الإستعداد والجلَد بأن يواصل الليل بالنهار سهراً ليلحق بعمله أو بأمرٍ من أمور الدنيا ، إلَّا أنه لا يفعل ذلك من إجل صلاة مكتوبة يؤديها قبل نومه .
٣- ومن شباب هذا الجيل من يقضي الساعات الطوال لمشاهدة ما يُبثّ على وسائل التواصل الإجتماعي ويتفاعل معها ، ولكنه لا يجد بِضعَ دقائق لِقراءة آيات يسيرات من القرآن الكريم.
٤- لا يتردد البعض من دفع مبلغاً كبيراً من المال من أجل وجبة طعام فاخرة ، إلَّا أنه لا يفطن إلى دفع فاتورة الكهرباء لمنزل أبويه خاصةً إذا كان يسكن معهما ، وقد يدفع عشرات الريالات بشكل يومي لشراء كوبٍ من القهوة ، ولكنه يغفل ويُحجم عن التصدق بِبضع ريالاتٍ تفتح له أبواب التوفيق وتقيه مصارع السوء .
٥- البعض من شباب هذا الجيل يعكس المثل الذي يقول: (كُلّ ما يُعجبك والبس ما يُعجب الناس )، صحيح أنه لا يُمكن تطبيق هذا المثل حرفياً ، ولكن البعض هداهم الله تجاوزوا في لبسهم الذوق العام وخالفوا أعراف المجتمع المسلم وخرجوا على مبادئه .
٦- بعضٌ من شباب هذا الجيل لا يُصدّق ما يُروى له عن معاناة الأجيال السابقة من الفاقة وشغف العيش وغياب مقومات الحياة التي ننعم بها الآن ، وعندما يروي الآباء والأمهات مآساة الماضي فإنهم لا يُريدون الإستعطاف فذلك زمن قد أفل ، ولكن ليعلم هذا الجيل عظمة النعم التي ينعمون بها ويشكرون الله عليها ويُحسنون تدبيرها ، فإن الأيام دول ، وأن النعم لا تدوم إلّا بالشكر و الثناء على الله الذي أوجدها .
وختاماً ، أبناؤنا وبناتنا فيهم الخير الكثير ، وفطرة القيم الحميدة المترسخة لدى المجتمع المسلم لن تزول بممارسات عارضة أومرحلة عمرية عابرة ، وما عرضته من نماذج سابقة لا يعكس بأي حالٍ من الأحوال الواقع الجميل للسواد الأعظم من هذا الجيل .
وفقني الله وإياكم لما فيه الخير والسداد