نعلم أن الحواسيب وأجهزة الإتصالات وجميع الأجهزة التقنية وأجهزة الرصد الآلي وما في حكمها ، ما هي إلَّا أجهزة وآلات ومكائن صماء لا تعمل وتُنفّذ الأوامر وتُعالج البيانات إلَّا من خلال النظم التشغيلية والبرامج التطبيقية التي يطورها الإنسان لتحقيق أهداف ومتطلبات مُحددة لأغراض مُتعددة ، ولكي تتحقق الأهداف المرجوة فإن المدخلات يجب أن تكون صحيحة ومتوافقة مع المتطلبات حتى نحصل على مُخرجات صحيحة ومفيدة وليست فاسدة ، والذي درس علوم الحاسب الآلي وتقنية المعلومات يعلم ماذا يعني مفهوم : GIGO .
ما دفعني إلى هذه المُقدمة ، هو اللغط الحاصل هذه الأيام حول فواتير المياه المعيبة ، والتي تتم عن طريق قراءة العدادات عن بُعد من خلال لواقط منصوبة على أعمدة الكهرباء أو بواسطة مركبات طوافة ، وما قد ينتج عنها من أخطاء وقراءات غير دقيقة ، وبما أن هذه اللواقط وأجهزة رصد المخالفات المرورية لنظام ساهر وما في حكمها ، هي من الأجهزة والأنطمة التي تعتمد في تشغيلها على برامج وتطبيقات مُخصصة وعلى آلية الإستشعار عن بُعد ، إلَّا أن هامش الخطأ في نتائجها مرتفع ومستوى الثقة منخفض وليست نتائجها دقيقة في كل الأحوال ، كونها تتعرض للعوامل الجوية الخارجية التي تؤثر على أدائها ، وقد تنقصها التهيئة الصحيحة وضعف الصيانة الدورية ، ناهيك عن تفريغ البيانات المستقطبة من خلال العنصر البشري وما يشوبه من أخطاء .
نعم ، حدثت أخطاء في إحتساب فواتير المياه وتضرر البعض ، وحدثت أخطاء في مخالفات نظام ساهر وسوف تستمر في الحدوث ، ومع أن مجال الإعتراضات الإلكترونية مُتاحة لكلا الجهتين ، إلَّا أنها للأسف غير مُنصفة للكثير من الشكاوى الحقيقية ، وهو ما حدث لي شخصياً لتسوية مخالفة مرورية لم أرتكبها ، حيث إستغرق حلها قُرابة عام لإلغائها ..... أي أن الجهد البدني والمعنوي الذي بذلته يُساوي عشرة أضعاف قيمتها ، إلَّا أن إثبات المظلمة بالنسبة لي في غاية الأهمية.
وختاماً ، إحذر من أن تحك اذنك وأنت تقود السيارة حتى لا تُقيّد عليك مخالفة إستخدام الجوال ، ولا ترتدي ملابس من نفس لون حزام الأمان لكي لا تُسجل عليك مخالفة عدم ربط الحزام ، وتقيد بالأنظمة المرورية لكي تسلم ويسلم جيبك .
وفقني الله وإياكم لما فيه الخير والسداد
شهادة أعتز بها من صاحب خبرة و دراية*
و أرجو أن أكون عند حسن ظن الجميع*