أهداني الصديق المهندس كمال حسني القبلي ابن طيبة الطيبة كتابه المعنون كما في عنوان مقالي هذا، مهدياً في مقدمته عمله لوالده ووالدته - رحمها الله - وبنيه وبعلته، مؤملاً أن يكون عمله نافعاً ودافعاً للنشاط الهندسي والعمراني في الوطن.

المهندس القبلي متخرج من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في الهندسة المدنية وماجستير من نفس الجامعة في هندسة وإدارة التشييد؛ لذا فهو مهني وعارف بعلوم الهندسة والعمران بعيدا عن اللوغاريتمات والمسافات وحسابات الكميات والجداول وتنوع التربة والتمديدات , لجأ إلى التذكير بأن عمارة الأرض وتطويرها هي من المهام التي أوكلها الله - جل وعلا - للإنسان، مشيرا إلى أن كثرة مشاهداته ومراجعاته كمهندس معماري للخلافات والنزاعات المختلفة بين الملاك والمقاولين التي تبدأ سهلة عند البدايات لكنها تصبح معضلة عند التنفيذ.

وأوضح المهندس القبلي أن رؤيته للتغلب على ما يحصل من اختلافات ، فإن مؤلفه هذا يأمل أن يكون خارطة طريق في مسار سليم وآمن لمعرفة لهذا الفن بتلافي الجوانب الخفية من مراحل البناء، وطرق التعاقد التي تتم بما يكفل تقليل النزاعات والمخالفات.

وقد بيَّن المهندس القبلي كل خطوة من الـ 100 خطوة بالشرح والتفصيل، وكل خطوة متبوعة بخلاصة جيدة والخطوات يمكن اعتبارها جدولا يفيد منه من يريد أن يبني منزلا، بدءا من اختيار الأرض المراد البناء عليها وما يصاحب ذلك من دراسة للتربة واستواء الموقع ثم التراخيص وكل ما له علاقة بالإنشاءات المتعددة والتمديدات وغيرها.

وهذا بالطبع إداري أكثر منه هندسة معمارية مدنية ولا يمكن بالتالي إغفال دور المهندس المصمم والاستشاري المشرف.. اعتقد أن هذا المؤلف يفيد كثيرا في المدن الصغيرة والبلديات فيها وفي المجمعات القروية حين تكون المفهومية لدى أناس في الأرياف قليلة الاستيعاب للمتطلبات اللازمة للأنظمة وطرق التجهز والتجهيزات وطرق السلامة للعاملين والمعدات والمرافق المحيطة.

وختم المؤلف كتابه بملاحظتين للقراء :

الأولى : جميع ما ذكر في الخطوات ومراحل العمل لا يغني عن ضرورة الاستعانة بمكتب هندسي متخصص معتمد لتكون الأعمال متوافقة مع النظم والاشتراطات الهندسة.

الثانية : هذه الخطوات ناتجة عن ممارسات عملية في المواقع ومتوافقة مع تصاميم المخططات الهندسية وكذلك كثير من الصور المدرجة لمراحل الأعمال من الأرشيف الشخصي المهني للمؤلف وغير ذلك من الشبكة العنكبوتية.

شكراً لأخي المهندس كمال لتسهيل أمور مهمة تساعد وتسعد الناس بلغة سهلة ميسرة تسعد ولا تبعد عن العلمية والعمل المنظم.

]