.
شاهدت مُذيعاً في قناة أجنبية و هو يلتقي بمجموعة من الأطفال و أُسرهم ، و كان المذيع يسأل الأطفال واحدٍ تلو الآخر .
كان السؤال لجميع الأطفال هو : ماذا تُرِيد أن تكون أو تعمل عندما تُصبِحَ رجلاً ؟
و كان الأطفال يُجيبون إجابات عفوية و دون أن ينظرون إلى أبائهم و أمهاتهم أو يستجدون الإجابات مِنْهُم.
المهم ؛ أن أُمنيات الأطفال لم تكن ذات طُموحٍ عالٍ من وجهة نظري المبرمجة على مهنٍ رنانة ، حيثُ أن أحد الأطفال *تمنى أن يكون إطفائي حريق ! و كما تعلمون فإن الإطفائي لا يحمل رتبةً عسكريةً رنانة كما هو عندنا ؟
نظر المُذيع إلى والد ذلك الطفل ، وقال له : ما رأيك في أُمنيةَ إبنك ؟ فقال : أنا فخور بإبني و إختياره لهذه المهنة ، ثم ربت على ظهر إبنه و هو ينظر إليه بإعجاب !
تخيلت لو أن هذا المذيع يُجري اللقاء مع بعض أطفالنا ؛ فما هي يا تُرى أن تكون أُمنياتهم ؟
أنا أَعْلَمُ أنكم ستقولون : طياراً ، ضابطاً ، طبيباً أو مهندساً ! و أنا معكم في هذا القول ؟ موروث إجتماعي خادع!
لقد تبرمج أبنائنا على هذا الطموح منذُ هم في بُطُونِ أُمهاتهم ؛ و لكنه طموح إجتماعي مُستعصي على الكثير *!
و اللافت في أُمنيات أطفالنا ، أن مهنة المعلم ( المهنة الأسمى ) ليست حاضرةً في أُمنياتهم ، إِلَّا أن مآل الكثير منهم *سيكون إليها !
إلى متى و نَحْنُ نُقحم أبنائنا في تخصصات دراسية *لا يرغبونها ، ثُمً ، لا يستطيعون إنجازها !
إلى متى و نَحْنُ نُرغم أبنائنا في الإنخراط في مهنٍ لا يرغبون فيها ، ثُمً ، لا يستطيعون أداء مهامها !
و النتيجة ان هُناك الكثير مِمَّن تسنموا أعمالاً لا يُحِبُّونها و لا يرتاحون فيها ، و الَّذِي سيُؤدي حتماً إلى متاعب صحية خفية و بطيئة للشخص و إخلال بمهام الوظيفة التي يشغلها !
لماذا لا ندع أبنائنا يختارون ما يرغبون في دراسته و عمله *؟ إعملوا، فكلٌ ميسّرٌ لما خُلقَ له.
إننا بحاجة ماسة إلى خلع عباءة الاستنكاف عن بعض المهن التي تُدر ذهباً للإخوة الوافدين ، بينما أبنائنا لا زالوا عاطلون بسبب الموروث الخادع الذي ذكرتُ سابقاً ، فقد عمل في تلك المهن من هو أفضلُ منّا عند الله من النبيين و الصالحين و الأجداد .
وفقني الله و إياكم لما يُحبه و يرضاه