ليس شيئاً أخطر من الفراغ و العطالة على الإنسان و خاصةً الشّباب و الفتيات ، فالعطالة تؤدي إلى البلادة و البلاهة ، و تقضي على القدرات و المهارات التي يُفترض أن الشّاب أو الفتاة قد تعلّموها في أروقة المدارس و الجامعات ، بل إن الإحجام عن العمل يؤدي إلى تأخر كسب الخبرات في مرحلة مُبكرة من عمر الإنسان .... البطالة تُحفّز صاحبها إلى السلوك غير السوي و تجعله فريسةً سهلة و صيداً ثميناً لأصدقاء السوء و خفافيش الظلام ... يقول إبن القيم رحمه الله : إضاعة الوقت أشد من الموت ، و يقول أيضاً : فإن لم يشغل نفسه بما ينفعها شغلته بما يضره ، لا سيما إذا كان الفراغ مع حدة الشباب , وملك الجدة , و ميل النفس إلى الهوى , و توالي الغفلات .
تُنفق الدولة مليارات الريالات لتعليم و تدريب مواطنيها ، و لكن عندما يحل جني ثمار ذلك البذل و لا يجد الشاب العمل المناسب لتخصصه ، فإنه كمن يُبقي الثمار عنوةً على الشجر حتى تسقط تحتها لتذبل و تفسد قبل الإستفادة منها عندما كانت يانعة .
قد يعيش الشاب العاطل عالةً على أُسرته و إن كان ذلك مُكلفاً على الأسرة و مُزعجاً للشاب ، إلاَّ أن المشكلة الكُبرى هي في عدم إستثماره في الوقت المناسب لمنفعة مجتمعه و وطنه ، و بالتالي يضيع كل ما تم إنفاقه على تعليمه و تدريبه .
.
سمو ولي العهد ... مُكرمات خادم الحرمين تتوالى على شعبكم المُحب ، و هو ما تجلى في الأوامر الملكية الكريمة الأخيرة التي عمُت جُّلَّ المواطنين و أثلجت صدورهم .
سمو ولي العهد ... هُناك عاطلون كُثر ، و ليسوا عاطلون عاديون لا يحملون مؤهلات علمية ، بل إنهم أطباء و مهندسون و من حملة الماجستير و الدكتوراة ، إنهم مؤهلون متخصصون في مختلف المجالات .
سمو ولي العهد .... هؤلاء العاطلون يحتاجون إلى وقفتكم و الأخذ بأيديهم إلى ميادين العمل و الإنتاح ، و إنتشالهم من ظُلمات البطالة و العطالة .... أعلم يا سمو ولي العهد ، أن هُناك خطط طموحة و مشاريع جبارة قادمة و المستقبل واعد إن شاء الله لتوليد الوظائف المختلفة لإستيعاب العاطلين عن العمل ، و إلى أن نبلُغَ ذلك الهدف تكون البطالة قد عطّلت الكثير من القدرات الحالية و أجهزت على الكثير من شباب و فتيات الوطن .
وفقني الله و إياكم لما فيه الخير و السداد